فتحت جميلة الباب فاذا به هو ...الفارس الذى انقذها عند بئر مسعود ....ولكنه كان اكثر بهاءا وهو يرتدى بدلة الضابط .. ذهل الشاب حين وجدها امامه ظل يحملق فيها غير مصدق ...ابتسمت جميلة فأيقن انها هى ..فلها نفس الابتسامة التى تذيب القلوب لفهما الصمت لحظات قطعه صوته متلعثما ..
هو : كيف حالك ؟
هى : بخير.. وانت ؟
قال : لا اصدق انى اراك ..لقد علقت صورة وجهك الملائكى بقلبى فلم انسك ..
نظرت اليه جميلة بتعجب ..قال معرفا نفسه :
انا حازم.. زميل هاشم ..
قالت : اهلا وسهلا ..تفضل ..
اصطحبت جميلة الضيف وادخلته حجرة الصالون وانطلقت من فورها الى اخيها ..
وبعد ايام من هذه الزيارة نادى هاشم أخته جميلة واخبرها ان هناك موضوعا مهما يود ان يحادثها فيه ..
قالت: خيرا ..
قال : لقد تقدم حازم زميلى طالبا يدك !!
التزمت جميلة الصمت ولم تحر جوابا فقد تفاجأت بما سمعته ..
قال هاشم ..لا استطيع ان افرض عليك رأيا ..خذى وقتك للتفكير ولن أجبرك على شئ فهذا قرار مصيرى بيدك انت وحدك .. ولكن حازم شاب ممتاز من اسرة طيبة ميسورة الحال ومستقبله واعد وعلى خلق قويم .. ارجو ان يكون من نصيبك ..
احست جميلة ميلا نحو حازم فوافقت لثقتها بحكم اخيها على الاشخاص وابلغت هاشم موافقتها ولكنها طلبت منه ان يؤجل الموضوع لحين اتمام زواج اختهما فلم يبق عليه الا ايام وهى مشغولة حيث تضع اللمسات الاخيرة لفستان الزفاف...
وفى حفل الزفاف اقبلت العروس الجميلة بفستانها البديع الذى لفت الانظار ..وكانت سلمى وحازم من ضمن المدعويين ورحب بهما هاشم وجميلة وبدأت بينهم لغة العيون ..
هاشم وسلمى ترمقه بعينيها النجلاوين تستعطفه ليبوح بما فى صدره لينهى حيرتها ...وهو ينظر اليها ..تخبرها عيناه بما يحسه نحوها ويأسه من ان يكون يوما لها ..
اما حازم فقد وقف الى جوار جميلة حيته برقة ..ونظر اليها بعينيه العميقتين ..ثم قال :
الم يئن الاوان بعد ؟
احمر وجهها خجلا ..وقالت فى دلال :
كل شئ بأوان ..
انقضى حفل الزفاف وزف العروسان الى عشهما الجميل .. وارتمت العروس فى حضن جميلة وابتسمت لها شاكرة...احتضنتها جميلة ودعت لها بالسعادة وعيناها مغرورقتان بالدموع
ووضعت امها يدها على قلبها وهى تبسمل وتحوقل وتتمتم بآيات القرآن ..
وبعد سبوع العروسين جلس هاشم الى اخته وقال :
لقد نفذ صبر الرجل !!
قالت: متصنعة الجهل ..من ؟
قال: حازم ..
قالت : فلتدعه للجلوس مع ابى واتمام الموضوع ..
تهللت اساريره واقترب من اخته وقبل جبينها وقال :
اه يا جميلتى ...كم انا سعيد لك واتمنى لك كل الهناء ..
قالت جميلة : عقبالك انت وسلمى .. ارتد هاشم الى الوراء وقد بهت لما سمعه واصطبغ وجهه بحمرة الخجل ..
قالت جميلة ..الصب تفضحه عيونه ...انها تبادلك نفس الشعور وتتمنى لو تنطق بكلمة !!
قال هاشم: وقد سرح ببصره عبر النافذة ..انت تعرفين الظروف والمسافة بينى وبينها بعيدة ..
قالت جميلة : صدقنى ان فؤادها متعلق بك ولا ترجو من الدنيا سواك فلتتشجع وتبح بما فى صدرك
وانت شاب تتمناه كل فتاة ..انا احبكما كليكما واتمنى لكما كل السعادة ..
قال هاشم : فليقضى الله امرا كان مفعولا
اقبل حازم واسرته ليطلب يد جميلة وكعادة ام جميلة ...وضعت يدها على قلبها ودعت الله ان يسبل عليهم الستر ويقيهم شر العين فكل هذا الفرح لابد وان يعقبه .....
سلمت ام جميلة امرها لله واستقبلت الضيوف بوجه بشوش وما ان ابصرت -ام حازم- العروس حتى اطلقت زغرودة ...ثم قامت واحتضنت جميلة فى ود ومحبة ..