المؤامرة
--------------------------------------------------------------------------------
أحبتي في الله
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
بدأنا بحث بعنوان فلسطين حتى لا تكون أندلسًا أخرى
تكلمنا عن قدم الأحقاد والمؤامرات للنكال بالإسلام وأهله قدم دعوة الحق
وكيف تطورت هذه المؤامرة مع انتقال المسلمين من المرحلة المكية إلى المرحلة المدنية وقيام دولة للمسلمين ..
وقمنا بطرح بعض التساؤلات ، والتي نيب عليها بهذا الزء بحول الله وعونه
راجين من المولى أن يتقبل منا صالح الأعمال
::بداية::
هذا الموضوع عبارة عن بحث لذلك يحتاج منا لبعض التركيز
نبدأ بأخذ نفس عميق ، مع الصلاة على النبي الكريم
اللهم صلي وسلم على النبي محمد
[كررها خمس مرات]
ولا ضير لتقسيم الموضوع وقرأته على مراحل
والله المستعان
ماذا تعني المؤامرة ؟؟
المؤامرة لغويًا كما جاء في المعجم الوجيز
اقتباس:
(أَمَرَ) فلانًا في أمرًا: كلفه شيئًا
(أَمِرَ) عليهم. إمارةً: صار أميرًا
والشئ أمَرا: كثر ونما
فهو أمِرٌ _ والأمرُ اشتَدَّ
(آمَرَ) فلانًا في الأمر يُؤامره
مُؤامرة: شاوره
(تآمرُوا): تشاوروا، وعليه تشاوروا في إيذائه
إن المؤامرة لها جذور عميقة منذ خلق الله آدم عليه السلام، وفضله على ملائكته. فأعمى الحقد قلب إبليس عليه لعنة الله، وتآمر على أخراجه وبنيه من الجنة..
يقول تعالى على لسان إبليس: [قَالَ فَبِمَآ أَغۡوَيۡتَنِى لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَٲطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ * ثُمَّ لَأَتِيَنَّهُم مِّنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيہِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ وَعَنۡ أَيۡمَـٰنِہِمۡ وَعَن شَمَآٮِٕلِهِمۡۖ وَلَا تَجِدُ أَكۡثَرَهُمۡ شَـٰكِرِينَ]
كما أن للمؤامرة جذورًا ممتدة؛ ما دام هناك حياة على وجه الأرض لن تتوقف مؤمرات الشيطان..
[قَالَ أَنظِرۡنِىٓ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ ٱلۡمُنظَرِينَ ]
إذًا الشيطان هو العدو الحقيقي ومن تبعه من شياطين الجن والأنس، وإن هدفهم النهائي هو محو الإسلام من صدور المؤمنين.
كما علينا أن نوضح حقيقة أن أهل الباطل هم الكثرة..
[وان تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله]
[وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ]
لكن علينا أن نؤكد على حقيقة أنه مهما عظمت وسائل أهل الباطل، وزادت أعداده، وكثرت مخططاته فإن نجاح هذه المخططات مشروط بضعف المسلمين، وغفلتهم عن تعاليم دينهم الحنيف؛ فبعد الناس عن دين ربهم يجعل المؤامرات وإن كانت بسيطة تؤتي أكلها..
ولنذكر قولة الفاروق: " إنكم لا تنصرون على عدوكم بقوتكم ولا عدتكم ولكن تنصرون عليه بطاعتكم لربكم ومعصيتهم له فإن تساويتم في المعصية كانت لهم الغلبة عليكم بقوة العدة والعتاد"
كما نذكر حديث المصطفى صلوات ربي وتسليماته عليه: "توشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها
قالوا أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟
قال: بل كثرة ولكن غثاء كغثاء السيل ينزع الله من قلب عدوكم المهابة ويلقي في قلوبكم الوهن.
قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟
قال: حب الدنيا وكراهية الموت." الحديث
كما أنه يتحتم علينا معرفة وسائل عدونا _وسائل المؤامرة_
لنقدر على مواجهته، مع التأكيد على ضرورة التفاؤل واليقين بالله عز وجل
[وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ]
فالله قادر على نصرة دينه، ولكنه يختبرنا .. فأين هو دورنا إذا كان النصر دون عناء منا.. ؟!
[أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ]