قصيدة للعشماويّ * نظرة في شموخ اليتم *

قصيدة للعشماويّ * نظرة في شموخ اليتم *

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني وأخواتي هذه قصيدة من جميل ما أبدع شاعرنا الكبير العشماوي _ حفظه الله _
أضعها بين أيديكم مع قدوم الشهر المبارك علنا نتعض معا ونأخذ العبرة

نظرة في شموخ اليتم
أسمى صفاتك ان تكون مميزاً
* * * وتكون براً بالعباد رحيما
تسعى بك الدنيا , وأنت تقودها
* * * بسداد رأيك في الأمور , حكيما
تلقى الخطوبَ وانت أرفع هامةً
* * * منها , وتأنف ان تعيش ذميما
أسمى صفاتك أن ترى الدنيا بلا
* * * غبشٍ , وان بيقى الفؤاد سليما
أن تجعل التاريخ يملأ كأسه
* * * وتكون انت رحيقها المختوما
ترمي بسهمك , لا لتقتل آمنا
* * * لكن لتحرس خائفاً محروما
تسعى إلى كسب العلوم تقرباً
* * * لله , لا ليقال : صار عليما
أسمى صفاتك أن تحلق عالياً
* * * بجناح عدلك تنصر المظلوما
يا حامل الدنيا على كتف الرِّضا
* * * يا من رأيتك للجفاء غريما
يا ساعياً للخير في العصر الذي
* * * ما زال حبل وفائه مصروما
للخير أغصانٌ تطيب ثمارها
* * * فمنح جناها خائفاً وعديما
واحمل الى أفيائها الطفل الذي
* * * ما زال في حفر الشقاء مقيما
فلربَّ ماسح أدمعٍ من مقلةٍ
* * * تبكي , رأى فضلاً بهن عميما
انظر الى وجه اليتيم , ولا تكن
* * * إلا صديقاً لليتيم حميما
وارسم حروف العطف حول جبينه
* * * فالعطف يمكن ان يرى مرسوما
وامسح بكفك رأسه , سترى على
* * * كفَّيك زهراً بالشَّذا مفعوما
ولسوف تبصر في فؤادك واحةً
* * * للحب تجعل نبضه تنغيما
ولسوف تبصر ألفَ ألفِ خميلةٍ
* * * تهديك من زهر الحياة شميما
ولسوف تسعدك الرياض بنشرها
* * * وتريك وجهاً للحنان وسيما
انظر الى وجه اليتيم وهَب له
* * * عطفاً يعيش به الحاياة كريما
وافتح له كنز الحان , فإنما
* * * يرعى الحنان , فؤاده المكلوما
لولا الحنان لما رأيت سعادةً
* * * لولا السماء لما رأيت نجوما
لولا الرياح لما رأيت لواقحاً
* * * لولا البحار لما رأيت غيوما
لولا الغصون لما ريت ظلالها
* * * لولا الرعود لما سمعت هزيما
لولا الربيع لما رأيت زهوره
* * * تشدو ولا لامستَ فيه نسيما
يا كافل الأيتام , كأسك اصبحت
* * * ملأى , وصار مزاجها تسنيما
ما اليتم إلا ساحة مفتوحةً
* * * منها نُجهِّزُ للحياة عظيما
ونحِّول الحرمان فيها نعمةً
* * * كبرى نزيل عن الفؤاد هموما
قسم الإله على العباد حظوظهم
* * * فالكل يأخذ حظهُ المقسوما
وسعادة الإنسان ان يرضى بما
* * * قسَمَ الإله , ويُعلنَ التسليما
قالوا :اليتيم ,فقلتُ :أيّتم من أرى
* * * من كان للخلق النبيل خصيما
قالوا :اليتيم ,فقلت :أيّتم من أرى
* * * من عاش بين الاكرمين لئيما
كم رافلٍ في نعمة الأبوين , لم
* * * يسلك طريقاً للهدى معلوما
يا كافل الأيتام ,كفك واحةٌ
* * * لا تنبت الأشواك والزقوما
ما أنبتت إلا الزهور نديةً
* * * والشيح والريحان والقيصوما
أبشر فإن الأرض تصبح واحةً
* * * للمحسنين وتعلنُ التكريما
ابشر بصحبة خير من وطئ الثرى
* * * في جنّةٍ كَمُلَت رضاً ونعيما
قالوا : اليتيم ,وارسلوا زفراتهم
* * * وبكوا كما يبكي الصحيح سقيما
قلت : امنحوه مع الحنان كرامةً
* * * فلرب عطفٍ يورثُ التحطيما
ولَرُبَّ نظرة مشفقً بعثت أسىً
* * * في قلبه جعل الشفيق ملوما
قالوا :اليتيم ,فماج عطر قصيدتي
* * * وتلفتت كلماتها تعظيما
وسمعت منها حكمة أزليَّةً
* * * أهدت إلي كتابها المرقوما :
حسبُ اليتيم سعادةً أنَّ الذي
* * * نشر الهدى في الناس عاش يتيما